كُتبت أثناء رحلة بعيدة جداً
الساعة التاسعة و ثلاثين دقيقة صباحاً.
هنا
أقف أمام المدخل،خطوط حديدية لامنتهية.
أتأملها !
تأخذني الأفكار بعيداً.
أتذكر بأننا نعيش على كروية أرض لا نهاية لحدودها
مسورة بطبقات من الجو و الأغلفة
مثل ما أنظر إليه الان
عالمٌ يلتف ، داخله عالم أوسع
زجاج ، و بشر و أشياء آخرى .
اعترف
أتيت إلى هنا ..
هرباً من العالم من حولي
عن رتابة الحياة
ابحث عن عالمِِ شغوف
باحثة عن الدهشة
لازالت اتعلم عن طريق الدهشة الجديدة و كأنني طفل صغير
يستنتج أنواع المواد لأول مرة
و كانت أكبر حدود أمنياتنا
أن تستمع بكل حواسنا و نكتشف.
كل ما نلمسه يصنع لنا هذا الشعور
ابتسامة ، صوت موسيقى عالقة بالذاكرة ،
عبارة ملهمة تبقى معنا لأعوام.
لكن!
لن أفكر كثيراً
سأجرب هنا لعلِ أجد شيء يشبه طفولتي
واكتفي هنا من عناء السفر و البحث قريباً في مدينتي
وصلت
ما هذا الجمال الاخاذ؟ قلتها بصوت عالي
و قررت في نفسي كم اعتدت في اللحظة الأولى
كم هي سريعة قرراتي
لن أسافر كثيراً
فأنا أكره الوقوف بالمطارات و لحظات الانتظار
أود أن أصنع لنفسي عالماً يشبهني هنا.
دخلت إليكم ابحث عن دول كثيرة
ثقافات و حيوات مختلفة.
أتذوق ، و أجرب و أخرج بتجارب جديدة
هل يا ترى سيروى عطش رغباتي ؟
دخلت
وجدت ما آراه في كل يوم
يشبه كثيراً
عالمٌ غارق ٌفي بحر أجهزته
مررت من هنا و كأنني عابر لم يقرؤا رغباتي
مكان ممتلىء بالجمال ، لكن بلا روح
أصل الأشياء هي أرواحها.
لم يجدي هذا المكان أيضاً ..
يا ليتني بقيت في مكاني
لا فائدة..
أمنيتي أن أجد عالم خارج غرفتي يتستقبلني بمحبة ؟
أنا قادرة أن اشاهد العالم من مكاني ، لكن تمنيت
لو وجدت من أتحدث معه
بعد دقائق
خرجت من هذا العالم مرة آخرى
تجولت العالم ، لكن
عدت إلى عالمي الصغير
لاصنع لنفسي هذا الجو المريح
الذي يجعلني قادرة على مواجهة الحياة
أكثر ما ازعجني ، بأنني مررت من هنا أمام البوابة و لم يتذكرني أحد
و مررت من هناك أيضاً عند المقهى ، و لم يلمح وجودي أحد
و جلست هنا عند النافذة و لم يبتسم لي أحد
سؤال تبادر إلى ذهني
هل الرفاهية هي من تصنع جودة حياتنا ؟
على ما يبدو .. نعم !
كل ما وجد المال و جدنا كل شئ
علاقة طردية و معادلة بسيطة جداً
فتحت حقيبتي و أخذت دفتر مذكراتي
كنت هناك
يوم السبت ٩:٥٠ صباحاً
وصلت
لكن لم تجدني ابداً

أضف تعليق