في أحد الأيام التي استرق فيها السمع هروباً من مشاغل العمل إلى هوايتي المفضلة، و كلي ثقة ويقين بأن الله يأخذنا إلى الطرق الأنسب و نحن لا نعلم .
وجدت نفسي استمع إلى الكاتب العراقي محسن الرملي في أحد جلساته يتحدث إلى المشاركين في دورة عن الكتابة. و كان قد خصص ١٥ دقيقة لاقناع المشاركين بأهمية الكتابة ، و كانت من نصيبي و حسن حظي.
لطالما وجدت الكتابة منفذ خاص لوحدي ، أجد فيه تشافي و لغة حوار عالية مع ذاتي في أصعب اللحظات التي لا أجد فيها نفسي
فقد قرأت في كتاب محمد الضبع اخرج في موعد مع فتاة تحب الكتابة في الصفحة ٩٤ ، تحدث فيها عن خمسة عشر حقيقة عن قلب الكاتب .
الحقيقة الأولى : ليس لدينا خيار آخر . و اقتبس منها جملة واحدة ( كلماتنا هي الطريقة الأصدق التي نخدم بها العالم ) و اضيف لها أيضاً الحقيقة الرابعة من المخيف أحياناً أن نحمل كل هذه الكلمات داخلنا و اقتبس منها ( الكلمات تضطرب داخلنا . الكلمات تحترق و تخمش و تدفع و تسحي . الكلمات تريد الحرية ).
واضيف لها كلمات الدكتور محسن عندما قال ( في القلب حسرات لم تكتب بعد )
جميع الاقتباسات تشبه نظرتي في الكتابة، الكلمات الحبيسة بداخلي كانت مثل البركان لا تقوي على البقاء و لا أجد غير الكتابة منفذ للحقيقة المطلقة ، التي استطيع البوح بها لأي أحد و لم تجد لها مفر غير قلبي للبقاء فيه .
أنا أكتب لأتحرر من ذاتي و من كل القيود التي وضعتها لي المجتمع . أكتب لاتنفس و استعيد روحي في تلك اللحظات.
الكلمات التي نكتبها لم ترى النور ، و لا أشاركها سوى المقربين ، حتى تصل لهم حسرات القلب التي يراها أحد.
الكتابة فعل تشاركي وجداني يسمح لنا بالتواصل مع أي أحد و نشارك أي أحد بما يجول فينا و نكتب الأحلام و الأقدار التي نحب .
في القلب حسرات لم تكتب بعد ..
هناك الكثير لم يقال لا على الصفحات و لا في الرسائل و لا على أغلفة الكتب ، و لا على الأوراق المهملة على الطاولة
قلوبنا تحمل الكثير من القصص التي لم نستطيع كتابتها ، لأن الشعور يفوق الوصف و التعبير بالكلمات و لم يصل إلى بوابة الشفاه لتترجم كلمات،
في وسط الروح لن تسمع نبضها من شدة الآلم . الجسد يتوقف عن العمل و الحياة واحتاج لثواني ليعاد تشغيله من جديد بصورة جديدة
في القلب حسرات لم ترى النور بعد و كأنها تنتظر لحظة الولادة ، تولد مثل طفل صغير عاش في داخل رحم مثل طفل خائف من أن يتنفس شيئاً جديداً
في القلب حسرات سافرت معنا العمر كله حولتنا إلى اشخاص نعيش نبحث عن انفسنا حتى لا نخاف .

أضف تعليق